فالسعيد - والله - من حاسب نفسه ، وتفكر في انقضاء عمره ،
واستفاد من وقته فيما ينفعه في دينه ودنياه ،
ومن غفل عن نفسه تصرَّمت أوقاته ، وعَظُمَ فواته ،
واشتدت حسراته ، نعوذ بالله من التفريط والتسويف .
فعلينا أن نحاسب أنفسنا ، فمن كان مفرطاً في شيء من الواجبات
فعليه أن يتوب ويتدارك ما فات ، وإن كان ظالماً لنفسه
بارتكاب ما نهى الله ورسوله عنه ، فعليه أن يقلع قبل حلول الأجل
، ومَنْ منَّ الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات
إلى الممات .
فمن لازَمَ محاسبة النفس استقامت أحواله ، وصلحت أعماله
، ومن غفل عن ذلك ساءت أحواله ، وفسدت أعماله .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها ، وخير أعمارنا آخرها
، وخير أيامنا يوم لقائك ، اللهم أعزَّ المسلمين بطاعتك ،
ولا تذلهم بمعصيتك ، يقول الرسول الكريم
الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
دمتم في رعاية الله وحفظه